سطور من روايات لم تُكتَب

الجمعة، سبتمبر ٣٠، ٢٠٠٥

غرفة الطاووس --- سطر ثاني

" الأخضر والأزرق لا يلتقيان"
" هذا أقبح تصميم موقع إنترنت رأيته في حياتي"
" زبائننا ناس راقية ذات ذوق حساس وليسوا من الغجر أو الرعاع"
" هل رأيتِ في حياتك تصميماً لأي شيئ راقي فيه اللون الأزرق والأخضر مع بعض؟ في الملابس؟ في الأثاث؟"

قال هذه العبارات مدير نيلي الجديد بعصبية
كان رجلاً عالي الصوت
مغروراً
عصبياً
أمريكيّاً
خرج من مكتبها وهو يهز رأسه


أخرجت نيلي ريشة الطاووس التي جلبتها معها من أرض الوطن وتساءلت
"كيف يمكن لشيء متناهٍ في الجمال والرقة أن يلهم شيئاً متناهياً في القبح؟"

peacockFeather

الأربعاء، سبتمبر ٢٨، ٢٠٠٥

Two days old beard!ُ

...
التقته في الرواق الأوسط١ من الطابق الأرضيّ لفندق الماريوت ذي الطوابق الأربعين،
بينما رذاذُ الأمطار يبدو على شعور الداخلين المتطايرة،
وشوقُ الجفاف يبدو على شعور الخارجين المصفَّفة.

اقتربَت وفي عَيْنَيْها نظرة شرود حائرة،

- كيف تستطيع أن تحافظ باستمرار على لحية عمرها يومَيْن؟

اندَهَشَتْ عيناه دون أن ينتقلَ الاندهاشُ إلى وَجنَتَيْه.
صافح كتفَها مبتسماً ابتسامة حيرة شاردة،
وعيناه على قطع في جورب إحدى عاملات النظافة بالفندق.

- هل تناوَلتِ وجبة الغداء بَعد؟

....

ـــــــــ
١- اللوبي (المترجم)

مقطع من رواية: "أوّل مسامير النعش"-٢٠١١

"The first nail in the coffin"
منقولة عن الإنكليزيّة


ــــــــــــ
هامش على التدوينة (للفضوليّين فقط):
دعبسة جوجليّة:

ما ترَسِّيني

يستفيق على ملمسها في يديه ، يمعن النظر فيها كي يتأكد من قيمتها..... لا بأس..... يقربها من أنفه... هو دائماً يتشممها كأنها المرة الأخيرة في حياته، وبينما يفعل ذلك، يكون الأسعد على وجه الأرض...... وقبل أن يلحظ الأمر، كانت قد اختفت من بين يديه.... كان أضعف من أن يطارد الفتى الغرير...

عيون


قررت أن يكون ذلك اليوم مختلفاً، ستنظر إلى الناس في عيونهم طوال النهار لتظهر لهم كم تكرههم وتحتقرهم، العيون الحزينة، والعيون الفرحة، والعيون النهمة، والعيون الأنانية ... كلها ستعرف اليوم حقيقة شعورها نحوهم

وبينما سارت في رحلتها بين العيون باغتتها تلك الحقيقة المفزعة، ليس بوسعها ألا تحبهم إذا نظرت في عيونهم، لو أرادت أن تكرههم كما تبغي عليها بكل ما أوتيت من قوة أن تتجنب النظر لهم في العيون

يقين


وإذ انتهى من فنجان القهوة والمعركة التي دارت مع مرارتها تنهد، وترك الحساب المعتاد تحت طبق الفنجان، مع البقشيش الذي اعتاد أن يتركه، كل شيء كما هو معتاد، لا شيء يتغير

وأمام المقهى كان المطر قدر أغرق الشارع وبلل الأرصفة والحفر الصغيرة في الأسفلت وليلة غير مقمرة وقد حجبت نجومها السحب، كاد يضطر إلى تحسس الطريق، ولكنه سار غير عابئ، مشى بتلك الخطوة الواثقة، الواثقة ليس فقط من أن الفجر سيأتي مرة أخرى لا محالة، بل ومن أن الليل سيأتي هو الآخر ... مرات أخر ... لا محالة

الثلاثاء، سبتمبر ٢٧، ٢٠٠٥

واحة

نصعد درجات السلَّم بسرعة ، أنفاسنا تتهدج. معنا الكتب الثقيلة و الأقلام و الورق.
من بعيد، نلمحها بابتسامة كأنها تنتظرنا من زمن. نضع الكتب و نحييها...
تتحول عنّا كأنها تدرك مهمتها جيداّ، ثم تغيب بضع دقائق
تعود بصينية عليها أكواب من الشاي الرائق.
نشكرها في حميمية، ثم نفتح الكتب و نبدأ في مهمتنا الثقيلة.
...
بعد عشرة أعوام، نعود بذات الكتب و الأقلام
فنجدها منتظرة كما تركنها!
...
أجيالٌ عبرت عليها، أما هي فبقيت بلا تغيير
في سكون الواثقين، و في هدوء الواحة

غرفة الطاووس

"
.... أريد أن أتعلم أن أتقبل وأحب كل الناس
حتى الأمريكان
"

كتبت نيلي هذه العبارة في مذكراتها الشخصية صباح يوم زيارتها الأولى لواشنطن

الاثنين، سبتمبر ٢٦، ٢٠٠٥

مراوغة

يهرول راجح مدفوعا بالزقة ، التى أحيانا ما يراوغها . يأتى خلفها . يدفعها بنفسه ، لاتعلم هي أنها لم تعد تدفع أحداً. لا يعلم هو أنه لا إضافة منه . لا يعلم هو وهي أن هناك من يدفعهما من الخلف .

ابتسامة نبيلة

تدق الساعة في انتظار شهريارها الوحيد... تسند ذقنها على كفها، وتجول دون وعي بعينيها في أنحاء الحجرة، كأنها تحاول إعادة اكتشاف تفاصيلها المنحوتة في كل جزء من لحمها.... تتوقف عينيها على الحائط المجاور لها.... تمعن النظر أكثر في البقع الباهتة على الحائط القديم... الذي توسلت له مراراً أن يعطيها المال لإعادة دهانه.... تتأمل في شيء من الانزعاج التقشر والبقع.... تكتشف في شيء من الدهشة بأن هناك أشكالاً محددة كالرسوم.... تسرح في تكويناتها...... أليست هذه مدينة؟؟؟ وهاك طفلٌ يحبو.... ترى امرأة تضحك وفمها مفتوح عن آخره... مر زمان طويل منذ آخر مرة ضحكت فيها مثل هذه الضحكة.... هناك رجل أيضاً، للغرابة فإنه يشبه زوجها إلى حد كبير.... يضحك بجوارها....... فزعت على صوت الساعة تدق معلنة انتصاف الليل.... مر ببالها خاطر مزعج... ليس الأمر أنها لم تفكر بهذا من قبل... ولكن هذه الأشكال تبدو كأنها رسالة خبيثة من مجهول... تؤكد شكوكها.....

يثير الخاطر لديها إحساساً بالتقزز منه ومن الحائط، ومن نفسها.... تنهض متنهدة... وتلملم الأطباق من على الطاولة... وتلملم معها آمالها في إيفائه بالوعد...هي تعلم أنه إن عاد الآن أو عاد غداً، ستبتسم له... ولن تسأله عن شيء.... ستعبر له فقط عن قلقها عليه.... لا تجرؤ على الغضب.... لا تجرؤ على الشكوى..... تخاف أن تسلم نفسها لدوامة اللوم والحسرة..... ليس خوفاً على شعوره، فهي تشك بأنه لم يعد يشعر بشيء... بأنه لم يعد يراها حتى.... لكنها تخاف أن ترى نفسها تتحول لامرأة مهزومة أخرى..... كل ما لديها في حياتها هو أرشيف ثقيل من الاختيارات الخاطئة، وألعاب القدر الغادرة، ومن ظلم البشر لها، تقلب فيه طوال الوقت بصوت مرتفع..... تماماً مثلما كانت أمها تفعل.... لا لن تكون كذلك....هي الصابرة العاقلة المتفهمة إلى النهاية... وربما الضحية كذلك.... الضحية النبيلة...


تخرج إلى الشرفة لتتنشق بعض الهواء.... ينعشها الهواء البارد... والأضواء البعيدة.... لا تعرف منذ متى صارت تهابها.... فيما مضى كانت تثير لديها رغبة الحياة... أما الآن فإنها تشعر كلما رأت هذه الألوان المتضاربة بالخوف، والرغبة في الهروب، رغم جمالها.... تسمع صوتاً ..... يبدو كأنه آتٍ من شرفة الطابق الأسفل...... تنظر للأسفل فتجد رأساً يطل...... يبدو أنه يحادث أحداً في الهاتف.....ظلت تنظر إلى الرأس برهة...... لم تفهمه أبداً هذا الرجل الغامض..... لا أحد من الجيران يعلم عنه شيئاً .... رغم كثرة أقاويل النساء عنه... كونه وحيد ويمتاز ببعض الوسامة..... لكنه لا يتعامل مع أحد ..... حتى زوجها لم يحادثه يوماً بشكل شخصي.... حاولت أن تتسمع على المكالمة.... أطلت بجسدها قليلاً.... ثم انتفضت متراجعة.... فقد اصطدمت عينها بعينيه....... وانسحب الرأس للتو.... كيف عرف بأنها تنظر له؟ ما الذي جعله يلتفت للأعلى..... قطع جرس الباب أفكارها..... لا بد أنه هو....لماذا لم تره آتياً في الشارع؟؟...... هرعت لتفتح له الباب بعد أن عدلت من شعرها قليلاً في المرآه.... ورسمت على وجهها ابتسامة

الخميس، سبتمبر ٢٢، ٢٠٠٥

تقديم

يا روايتي المجهولة
التي لم أكتبها بعد،
هل تراكِ يوماً تخرجين
إلى الحياة
من رحم رأسي الغامض؟
...
هل يقرأكِ عابرٌ
أو مفكرٌ أو تلميذ؟
...
هل يكتبكِ معي أديبٌ
أو صديقٌ أو غريب؟
...
عنكِ يا روايتي لست أدري شيئاً
إنما متيقنٌ الآن
أنني أكتبكِ!
م

سَطرِواية

الفن للفن
الفن للحياة؟

الأدب لهدف؟
الأدف لهدب؟
الأدب للتذوّق؟
للاستمتاع؟
لقلّة الأدب؟

كتب توفيق الحكيم مَسرواية وهو يعلم أنّ الجزء المسرحيّ لن يمثّل.

القوالب تضيق بنا.

هي نكتب سطرِوايات
يا أيّها المشغولون.