سطور من روايات لم تُكتَب

السبت، مايو ٠٥، ٢٠٠٧

جري

لم تعرف كم مضى عليها و هي تجري.. كل ما أدركته أن أنفاسها تكاد تنقطع و أن قلبها يوشك أن يتوقف.. ا
ا
لم يكن هناك وقت للتذكر.. لم يكن هناك وقت للصراخ.. كانت يجب أن تجري و كفى.ا
ا
كانت عيناها مثبتتين على الأفق البعيد الذي يهتز و يرتج مع جريها المتواصل.. كانت تخاف أن تخذلها قدماها.. و لكن.. لم يكن هناك وقت للخوف.. ا
ا
كانت نحو تلك النقطة البعيدة في الأفق تجري
كانت بلهاثها و شهقاتها تجري
كانت بشعرها المشعث تجري
.
.
و لو أنها توقفت للحظة..ا
لرأت حولها آلاف البشر اللاهثين بشعورهم المشعثة يجرون نحوأحدى النقاط البعيدة في الأفق المهتز..
ا

وهم؟

خرج إلى الشارع و قد أفزعه ما سمع ، لا يمكن ان يكونَ الأمر صحيحاً. لا بد ان هناكَ خطأٌ ما في الأرقام، أو خلطٌ في الخطوط. (ألم يسمع عن زيادة الضغط على شركات المحمول و احتياج السوق لشركة ثالثة؟!) . لكن الصوتَ كان واضحاً! بالتأكيد كان هو الصوت...
هل كان ما سمع وهماً؟ هل كان الأمر كله وهماً منذ البداية؟ هل حقّاً عرفا بعضهما بعضاً؟
شعر بالدوار يلفّ رأسه. جلس على أقرب سطحٍ وجده لكنه سرعان ما شعر به يهتز تحتَه. حتى المقعد أيضاً وهم؟
و ما أدراه أنه ليس في حلمٍ طويل و سخيف؟ كيف يستطيع أن يفيق من الحلم إن اراد؟ و ماذا لو لم يكن حلماً، كيف له أن يتأكد من الحقيقة؟
ثم ما أدراه أنّه حيّ؟ الآ يمكن ان يكون مجرد شخصية افتراضية في عقل كائنً آخر؟ اي دليل يملك على وجوده؟