سطور من روايات لم تُكتَب

الأربعاء، مايو ٣١، ٢٠٠٦

صَ دَ أَ

ظلّ جالساً وقد عَلَقَ الصَدَأُ بخياله
/كما تَشَبَّثَت الدهون بشرايينه في انتظار أن تسُدَّها في أيّ لحظة/
يُرَاقِبُ ذلَكَ الرُكن نَفسَه من الزنزانة،
الرُكنَ الّذي يُراقِبُه منذُ أربعمائة وثلاثة وعشرون يوماً،
القطرات تتوالى،
قطرةٌ تلوَ القطرة،
صداها مدوٍّ،
قـ طـ ر ة...
رنّـ ـة...
خواء...



يعرِفُ أنّ الفترة بين سقوطها متراوحة،
قدّرها يوماً بأنّها تتراوح من سبعة عشرة إلى ثمانية وثلاثين دقيقة.
لا وسيلةَ لديه للتحقُّق من ذلك بالتدقيق،
القطرات لا أثر لها على الأرضيّة،
ولا على الصدأ...
لا علاَ الصدأ!

الخميس، مايو ٢٥، ٢٠٠٦

غرفة الطاووس: سطر رابع

ونزل الرب بعظمته وجلاله لكي يكلم نيلي بنفسه شخصيا

"إستيقضي .... إستيقضي يا نيلي من النوم .... أنا الله .... وأريد أن أخبرك بنبأ هام سوف يغيير مجرى حياتك"

أنا خالق الكون هذا بكل ما فيه
أريدك أن تعرفي أنني خلقت الرجال قاوامون على النساء وأن كل نشاطاتك النسائية هي مناهظة للإرادة الربانية

فركت نيلي عينيها وحاولت أن تتركز في الموقف الذي وجدت نفسها به
صمتت لمدة دقيقتين
وأخيرا قررت أنها فرصة الحياة وعليها أن تتصرف بحكمة بالغة

"أفضل أن تبعثني لجهنم على أن أتعبد لرب ظالم وعنصري وفاشي مثلك
يا خالق الكوارث والحروب ... يا من تسكت عن الظلم ... يا من تبعث الكراهية في قلب البشر
أتركني لوحدي ولا تزعج أحلامي
لا أرغب في إكمال هذه المحادثة السخيفة
"

تظاهرت نيلي بالنوم ... وفهم الله الإشارة وتركها يهز رأسه بيأس

السبت، مايو ٢٠، ٢٠٠٦

هَلْ مِن أوْلادٍ للقُبلات؟

كل ذلك الوقت لتقبيل كل نقطة من وجهك. أقبل وجهك ساعات وساعات. دائماً تغرق وجهي في القبلات فأتوسل إليك ألا تتوقف فلا يتسنى لنا أبداً فك أزرار الأردية. كلما أردت التوقف تتذكر إنك نسيت تلك النقطة خلف الأذن وتلك المنطقة بين الشفة السفلى والذقن. كم تجيد التقبيل! لم ننجح حتى اليوم أن نقبل بعضنا قبلة "فرنسية"، منفرجي الشفتين. فأنا أستغرق ساعات في تقبيل عينيك المغمضتين ومسح رموشك بشفتيَ. أحاول بعناد أن تحفظ شفتاي خريطة وجهك وأنا مغمضة العينين. أغمض عينيَ وأطلب منك أن تقبلني في مكان ما من وجهي كي أحس وقع المفاجأة. إحساس خفيف بالأنفاس أولاً، وتلامس طرف الشفتين ثم ذلك الإحساس العصي عن الوصف. أحاول أن أخمن أين ستقع قبلتك القادمة فلا أحزر.

سنوات على هذه الحال ...

كيف سيتسنى لنا يا حبيبي أن ننجب أطفالاً؟

الأربعاء، مايو ١٧، ٢٠٠٦

موت لا يزعج الجيران

كانت تلك أكثر لحظات حياتي إرباكاً، فلم أفهم طبيعة مشاعري حينها، ولا حتى الآن... حين تأكدت من حملي، لم أندهش، لم أطر فرحاً، ولم أنهد حزناً. طالما تخيلت كيف ستكون هذه اللحظة، لكني لم أظن أنها ستكون هكذا..أشعر بأن روحاً تتقاسمني جسدي، وهو لا يتسع لي في الأساس. أشعر بالاختناق. جلست على طرف حوض الاستحمام، وبكيت بلا صوت...... بعد كل هذه الأعوام، لا أستطيع أن أنظر له مباشرة في العين كي أخبره، أحبك. لا زلت أمارس معه الحب مغمضة العين. لا زلت كما في السابق، أعد ميزات بقائي معه كي أتمكن من البقاء على حافة السعادة.

الاثنين، مايو ٠١، ٢٠٠٦

ولم أغنها ثانية أبداً

فتحي يا وردة، قفلي يا وردة، فتحي يا وردة، قفلي يا وردة................ قفلي يا وردة، قفلي يا وردة، قفلي يا وردة، قفلي يا وردة.............قفلي.............

سيسألوني


...وسيسألوني إذا كنت أذكره، سأقول نعم...أذكر دروب يديه التي أتقنتها، والندبة الصغيرة فوق شفته العليا، وأنه لم يحبني، ولكني لا...لا أذكر اسمه.