مواسمُ المحبوب
تجيد هي الحكيّ أحياناً، بشكل يدعو للإعجاب..
كانت أصابع البطاطس المحمرة ساخنة لم تزل، عندما تخلت هي عنها، وبدأت في إخباري بحماس عن مواسمها السابقة، عندما عاشت العديد من (الحالات) التي صدقتها وأخلصت لها، وتمنت لو عاشتها لفترات أطول، لكنها لم تزل تمل أو تفقد الحماس في كل مرة، أو تجد أنه لن يكون من العملي أو الواقعي الاستمرار في مثل هذا الأمر.. وهي الآن مستاءة من تلك العادة، رغم أنها تقوم في النهاية بما هو أكثر واقعية ومناسَبة.
- "بس انتي كنتي بتصدقي الموضوع فعلاً في وقته، وده الغريب"
كان الفلك والنجوم عندما كانت صغيرة في مكتبة المدرسة والمكتبة المجاورة للبيت، وكان السحر الشرقي تحديداً الذي أثار اهتمامها، وتضحك إذ تتذكر حماسها وهي طفلة لأن تكون ساحرة يوماً ما "انا عايزة اكون ساحرة"، مثل تلك الساحرات في القصص المصورة؛ اللائي يحققن أحلاماً كثيرة دون مجهود، وتفقد حماسها مجدداً. ثم تعرف الصوفية وتبحث عن كتب "محيي الدين بن عربي" رغم نصيحة بعض الإخوة لها بالابتعاد عن تلك الأفكار الفاسقة، ولكنها تـُقبل مجدداً ثم تدبر، مجدداً أيضاً..
وأخبرها أنه لا بأس؛ فكلنا لدينا مواسمنا، عندما نـُقبل ثم نـُدبـِر..
تعرف قراءة الكف بالحدس، وتصيب فيه كثيراً، فعلت هذا معي وأدهشتني في الواقع، رغم عدم استيعابي كيفية حدوث هذا. تقرأ في اليوجا والتأمل، ثم يدفعها فضولها لتجربة (الخروج المؤقت من الجسد)، الذي تدرك خطورته، علاوة على أنه مرهق، فلا تفعله مجدداً "أنا عارفة إنه محض خيال، بس خفت ليكون بجد، خفت أطير من البلكونة"
ألوك البطاطس المحمرة ببطء، وأنا أنظر بإمعان وأستمع بتركيز
- "مدهش!!"
أقطع صمتي وهمهماتي بسؤال من تلك التي تطرح نفسها بالضرورة..
- "ويا ترى انتي مركزة مع ايه دلوقتي، ايه الحالة اللي عايشاها حالياً؟"
انتظرت أنا متوجساً، ثم أجابتني هي بعد تفكير:
- "انتَ"