سطور من روايات لم تُكتَب

السبت، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٥

الخبر

من رواية: باتريسيا ماكدونالد، "لا طريق للبيت".

ما إن أغلق جوردان الباب خلفه حتّى شرع جرس الهاتف يرنّ في الشّقة. ولمّا نظر إلى ساعته أوجس شرّاً، فالأخبار في تلك السّاعة سيّئة لا محالة. خطرت أمّه للوهلة الأولى على باله، فقد باتت تناهز السّبعين، ومع أنّها ما زالت تتمتّع بصحّة جيّدة، أمسى كلّ مكروهٍ محتملاً في هذه السّن.

فيما كان يحاول بلوغ الهاتف متعثّراً بالثّياب المنتثرة أرضاً، تضرّع في سرّه إلى السّماء من أجلها. وقع نظره لحظة رفع السّماعة على صورة ميشال، فانقبض صدره هنيهةً. لكنّه ما لبث أن بدّد مخاوفه، فميشال شابّة، وقد غدت بعد طول عناء في تمام الصّحة والعافية، والحياة أمامها بطولها وعرضها. لا، لعلّ المتّصل صديق.

قرّب جوردان السّماعة من أذنه، وراح يصغي إلى كلام ليلي. ثمّ طرح بضعة أسئلة وقال إنّه يتفهّم الوضع، شاكراً اتّصالها. أخذ يتلمّس المكان على غير هدى، والسّماعة في يده، إلى أن تمكّن أخيراً من إقفالها. ثمّ تهالك على مقعدٍ افترش في زاوية الغرفة.

لبث اللّيل بطوله، قابعاً في مكانه، يلفّه الصّمت وتكتنفه الوحدة، يتأجّج غضباً ويتصبّب عرقاً، حتّى إذا ما انبلج الفجر، سلّم جزعاً بهول الفاجعة التي ألمّت به. فالإنجاز الوحيد الصّائب والمجدي الذي كان يسعى إليه في حياته اضمحل. لقد قضت وحيدته.

2 Comments:

  • لا أدري ما أقول:
    ردّ فعلي الأوّل هو البحث في جووجل عن پاتريسيا ماكدونالد وقصّتها
    لا طريق للبيتََ!!
    ـ

    By Blogger R, at ١١/١٣/٢٠٠٥ ٠١:٥٢:٠٠ ص  

  • يا ترى هل وجدتَ شيئاً في غوغل؟ في الواقع،أنا لم أقرأ القصّة بكاملها، ولا أظنّ الترجمة العربية متوافرة في الأسواق. لكن أحبّ أن أحتفظ بالنّصوص التي ترجمناها في سنوات الدّراسة الجامعيّة. وهذا النّص لطالما أثّر فيّ.

    By Blogger Eve, at ١١/١٣/٢٠٠٥ ٠٧:٥٢:٠٠ م  

إرسال تعليق

<< Home