سطور من روايات لم تُكتَب

الثلاثاء، يناير ٢٥، ٢٠١١

السأم

على السطح الأملس لقلبي، كانت شوكة.
كلما حاولت شدها للخارج -في عجالة- تثبتت. 
أغلقت بابًا على نفسي، وأخذتُ أخرجها على مهل. كانت الشوكة طرف شريط سينمائي طويل طويل فيه صور كثيرة كثيرة للذي مضى.
كانت الشوكة طرف طريق طويل طويل..مبني لطريق بعيد بعيد فيه ما سار فيه القلب وحده عندما غفلتُ عنه.
كانت الشوكة طرف خيط طويل طويل..أخذت أشد فيه وأشد وأشد..حتى عرفت أنه ملتحم بنسيج قلبي.فتركته.

مللتُ من التمهل، ومن التعجل. من قلبي ومن الشوكة. فأغلقت عليه الباب. وغسلت يدي من الدماء، وتركته يعالج نفسه أو يعيش في فوضاه.
ومشيت.

التسميات:

الجمعة، يناير ١٤، ٢٠١١

زهر

فاجأني برد الصباح المشبع برطوبة المطر. تتنفس هواء نقيا كأنه يغسل رئتك وروحك بماء لطيف البرودة. اسير ببطء مستمتعا بكل خطوة. احاول ان اتأمل كل صورة وان استمع الى كل صوت حولي.


طفلا, كانت امي تحب هذا الشارع. تسير فيه دائما كلما نزلت هذه المنطقة. تشترى لنا آيس كريم من ثلاجة احد محلات الحلوانية بأوله. لم اقطع تلك العادة ابدا.


على الثلاجة المليئة بانواع الآيس كريم الملونة اسندت فتاة يطغي على ملابسها لون الزهر رأسها على الزجاج البادي البرودة. حسبتها نائمة فاقتربت في هدوء. رفعت رأسها فجأة فوجدت عينيها مليئتين بدموع اغرقت وجهها.


قلت ببطء: انا آسف, ممكن ايس كريم؟ .. شدت الفتاة غطاء الثلاجة السحاب, اختارت لي نوعي المفضل بالضبط .. مددت يدي بخمسة جنيهات فمدت يدها داخل الثلاجة وتناولت الباقي من صندوق مليء بعملات معدنية. موضوعة بين قطع صغيرة من الثلج.


معلش, ساقعين .. قالت وهي تمد لي يدها بالعملات وهي تجهش بالبكاء.. قلت ان لا مشكلة ووضعت العملات في جيبي وانطلقت.


في البيت وضعت العملات في الفريزر وجلست اشاهد أمي تحاول بصعوبة ان تأكل الآيس كريم. لاشيء اكثر يمكن عمله الآن

التسميات: