عقدة نفسيّة
- لماذا تعاملينني على هذا النّحو؟ ألأنّك تكرهينني؟
- لا.
- ألأنّني أخطأت في حقّك أو جرحتك بأيّ شكلٍ من الأشكال؟
- لا.
- هل أهنتك؟
- لا.
- ألم ألبِّ كلّ ما طلبته منّي حتّى الآن، وأعاملك كزهرةٍ نادرة أو إناء ثمين من الكريستال؟
- نعم.
- ألم أحطك برعايتي كلّ لحظة، وأنصّبك فوق عرشٍ لا تطاله غيرك من النّساء؟
- نعم.
- ألم أضمّ كفيّ تحت عينيك، وألملم أطياف الآلهة المتساقطة على خدّيك؟
- نعم.
- فلماذا إذاً؟ لماذا؟
- ...
لا تملك الجواب. هي نفسها لا تفهم لماذا تستحيل النّارُ كتلةً جليديّة ما إن يبوح لها رجلٌ بحبّه. لا تفهم كيف تنتقل من حالةٍ إلى أخرى بطريقةٍ آليّة؛ فيخمد فيها ما كان جيّاشاً كالبركان، ومتدفّقاً كالنّهر، ومعطاءً كشجرةٍ يانعة في أوائل الرّبيع.
"عندما يهتف لي الصّوت الذي لطالما تقتُ إليه، فإنّ شيئاً ما في داخلي يعلن الانتحار... رجاءً، لا تكسّر صرحَ الانتظار اللّذيذ. لا تقل أحبّك."
أرادت أن تقول له هذا. ولكنّها ظلّت صامتةً ذلك المساء.