فنجان قهوة
"ارتفع معدّل ضربات قلبه ارتفاعاً شديداً وهو يقرأ الورقة التي جلبها الساعي مع القرفة الساخنة.
خشي أن يلاحظ عم إبراهيم اضطرابه
..
مدّ يده الراجفة شاكراً ومعها البقشيش اليوميّ
..
لم يستطِع افتعال الابتسامة المُعتادة،
وانهارت جميع محاولاته حين انسكب خُمس كوب القرفة على الورقة أثناء التقاطه له
..
نظر إليها مرّةً أخرى قبل أن يفتّتها بيده بعد تمزيقها...
ليس بحاجة لمعرفة العنوان المشئوم في باب الخلق،
كان ينتظر تلك اللحظة منذ أعوام.
الآن سيتحرّر من الكابوس المتكرّر، فقد صار واقعاً."
" بذل هذا الصباح جميع المحاولات الممكنة لمداراة شحوبه.
زاد الطينة بلّةً الجرح اليومي المعتاد من شفرة الحلاقة التي يتكاسل عن تغييرها.
قلّب جميع المحاورات الممكنة في رأسه، يفكّر في الردود،
تتوارد إلى ذهنه صور صفعات ولكمات وضربات تحت الحزام من أرشيف كوابيسه وقراءاته،
بل فكّر حتّى في تناول أحد تلك الأقراص المثلثة التي تستخدمها زوجته من حين لآخر.
رفض الفكرة مجدّداً، وبصوتٍ عال هذه المرّة!
- لأ!
خرجت منه بصوت أدهشه."
.....
.....
"
ـ أهلاً وسهلاً يا دكتور. اتفضّل.
معلش آسفين على تعطيلك برّة،
أنا عارف أكيد مشاغلك كثيرة.
يكظم غيظه في إجراء روتيني تدرّب عليه خلال تعامله مع رئيس القسم،
’ثلاث ساعات يا ولاد الـ..‘ (يفكّر)، ثم يتمتم بكلمات لم تخرُج جهراً لفرط قدمها في حلقه:
ـ لا يا افندِم مافيش حاجة.
ـ معلش، جبناك بسرعة كده على ملا وشّك. الموضوع بسيط، فنجان قهوة كده وندردش...
تحبّ قهوتك إزاي؟
ـ أنا في الحقيقة ما باشربش قهوة
- معلش بقى. طلبناها خلاص.
يرقب الساعي ذا الملابس المدنيّة داخلاً بعد لحظة بفنجانَيْ قهوة وكوب واحد من الماء، ثم خارجاً بلا استئذان حين يرن التليفون..
ينتهز فرصة المحادثة الهاتفيّة السخيفة التي يعلم أنّها على الأرجح مفتعلة ليواصل بها "سيادته" تضخيم شعوره "التعويضيّ" بالمقام الأعلى
ويشعُر كأنّه في مسرحيّة مخرجها فاشل: لا مفاجآت.. الأبطال يتحرّكون كما لو كانوا مربوطين بخيوط في يدي المخرج. كيف دخل الساعي بهذه السرعة؟ لماذا يرن التليفون في هذا الوقت بالذات؟
ثم يُفسح الطريق لمتلازمة الأسئلة القهريّة الدائريّة التي حشت رأسه منذ الصباح:
يتصفّح الملف الورقيّ محاولاً اصطناع اهتمام.
لا يقرأ شيئاً في الحقيقة، ينظر فقط للعناوين والأسماء ليتذكّر جيّداً محتوى كلّ مقال.
ـ رأيي النقدي يعني؟
ـ إنت تعرف الناس دول كويّس؟
ـ طبعاً يا افندم. يعني واضح إن...
الضابط-مقاطعاً:
ـ وإيه اللي لمّك يا دكتور على شويّة الحوش دول؟ "
خشي أن يلاحظ عم إبراهيم اضطرابه
..
مدّ يده الراجفة شاكراً ومعها البقشيش اليوميّ
..
لم يستطِع افتعال الابتسامة المُعتادة،
وانهارت جميع محاولاته حين انسكب خُمس كوب القرفة على الورقة أثناء التقاطه له
..
نظر إليها مرّةً أخرى قبل أن يفتّتها بيده بعد تمزيقها...
ليس بحاجة لمعرفة العنوان المشئوم في باب الخلق،
كان ينتظر تلك اللحظة منذ أعوام.
الآن سيتحرّر من الكابوس المتكرّر، فقد صار واقعاً."
******
(6)
....(6)
" بذل هذا الصباح جميع المحاولات الممكنة لمداراة شحوبه.
زاد الطينة بلّةً الجرح اليومي المعتاد من شفرة الحلاقة التي يتكاسل عن تغييرها.
قلّب جميع المحاورات الممكنة في رأسه، يفكّر في الردود،
تتوارد إلى ذهنه صور صفعات ولكمات وضربات تحت الحزام من أرشيف كوابيسه وقراءاته،
بل فكّر حتّى في تناول أحد تلك الأقراص المثلثة التي تستخدمها زوجته من حين لآخر.
رفض الفكرة مجدّداً، وبصوتٍ عال هذه المرّة!
- لأ!
خرجت منه بصوت أدهشه."
.....
.....
"
ـ أهلاً وسهلاً يا دكتور. اتفضّل.
معلش آسفين على تعطيلك برّة،
أنا عارف أكيد مشاغلك كثيرة.
يكظم غيظه في إجراء روتيني تدرّب عليه خلال تعامله مع رئيس القسم،
’ثلاث ساعات يا ولاد الـ..‘ (يفكّر)، ثم يتمتم بكلمات لم تخرُج جهراً لفرط قدمها في حلقه:
ـ لا يا افندِم مافيش حاجة.
ـ معلش، جبناك بسرعة كده على ملا وشّك. الموضوع بسيط، فنجان قهوة كده وندردش...
تحبّ قهوتك إزاي؟
ـ أنا في الحقيقة ما باشربش قهوة
- معلش بقى. طلبناها خلاص.
يرقب الساعي ذا الملابس المدنيّة داخلاً بعد لحظة بفنجانَيْ قهوة وكوب واحد من الماء، ثم خارجاً بلا استئذان حين يرن التليفون..
ينتهز فرصة المحادثة الهاتفيّة السخيفة التي يعلم أنّها على الأرجح مفتعلة ليواصل بها "سيادته" تضخيم شعوره "التعويضيّ" بالمقام الأعلى
ويشعُر كأنّه في مسرحيّة مخرجها فاشل: لا مفاجآت.. الأبطال يتحرّكون كما لو كانوا مربوطين بخيوط في يدي المخرج. كيف دخل الساعي بهذه السرعة؟ لماذا يرن التليفون في هذا الوقت بالذات؟
ثم يُفسح الطريق لمتلازمة الأسئلة القهريّة الدائريّة التي حشت رأسه منذ الصباح:
ماذا قلت في محاضرة الأمس؟ هل بدر مني أيّ تعليق عفوي؟
لم أشترك في دورات منذ ثلاثة شهور... هل يراقبون اتّصالات مصطفى؟
هل وقعت الرواية القديمة في يد أحد؟
يكون الدكتور منصور ألّف "اعتراف"؟
يتصفّح الملف الورقيّ محاولاً اصطناع اهتمام.
لا يقرأ شيئاً في الحقيقة، ينظر فقط للعناوين والأسماء ليتذكّر جيّداً محتوى كلّ مقال.
ـ رأيي النقدي يعني؟
ـ إنت تعرف الناس دول كويّس؟
ـ طبعاً يا افندم. يعني واضح إن...
الضابط-مقاطعاً:
ـ وإيه اللي لمّك يا دكتور على شويّة الحوش دول؟ "
"مقطع من رواية: "هو ده النظام"
7 Comments:
صحيح يا دكتور إيه إللي لمك على شوية الحوش دول؟
:))
حلوة، حفظك الله من أن تسأل هذا السؤال في يوم من الأيام عشان هما هيصمموا يعرفوا
:))
By سؤراطة, at ١٠/٠٨/٢٠٠٥ ١١:٢١:٠٠ م
ايه ده.... حلوة
مش مهم الأحداث نفسها، بس التفاصيل... صادقة
نفس الإسلوب......الرتابة والكآبة، والواقعية
اللي بالرغم من ان البطل المفروض ف وسطها، لكنه مغترب عنها، كأنه قادر يتأمل كل حاجه من برة، تحس انه مش عايش، أو عايش ف مكان تاني
حلو النوع ده من الكآبة... كآبة موضوعية (لو فيه حاجه اسمها كده)، أو صامتة، مفيهاش
self indulgence?
أو عويل، لكنها أقرب إلى التأمل
By Ghada, at ١٠/٠٩/٢٠٠٥ ٠٢:٤٦:٠٠ ص
هو ده النظام فعلا : خرة
By غير معرف, at ١٠/١١/٢٠٠٥ ٠٢:٢١:٠٠ م
وكلة كوم والست غادة كوم تانى بتقولك
كآبة موضوعية ..؟
اللهم احمنا من الجهل والجهلاء
By غير معرف, at ١٠/١١/٢٠٠٥ ٠٢:٢٣:٠٠ م
ابونا القسيس رامى بيحب مدونة اسمها جزمة حريمى حد بيفهم فى علم النفس يعرف
اية السبب .. اشمعنى يعنى جزمة حريمى ..؟
By غير معرف, at ١٠/١١/٢٠٠٥ ٠٥:٠٤:٠٠ م
فعلاً! ....... برافوا يا دوك
By ihath, at ١٠/١١/٢٠٠٥ ٠٨:١٦:٠٠ م
إيه لعب العيال ده؟
بصراحة الموضوع سخف جداً
المعلق المجهول غير المجهول
حضرتك فاضي؟ ما وراكش حاجة يعني؟
ما تشوفلك حاجة تتسلى فيها أحسن من التعليقات المجهولة إللي عمال تسيبها على المدونات؟
مش "أبونا القسيس رامي" هو إللي محتاج حد في علم النفس
تلميحات سخيفة وألفاظ أسخف
في مسلسلات مش بطالة شغالة في التلفزيون ما تتفرج عليها وتسيبك من المدونين إللي مش عاجبينك؟
ولا اشتغل تريكو؟
عذراً يا جماعة كلكم بس أنا فعلاً زهقت إني كل ما افتح تعليقات على مدونة في الفترة الأخيرة ألاقي لعب العيال ده شغال ولا أما نكون في روضة أطفال
By سؤراطة, at ١٠/١٤/٢٠٠٥ ٠٥:٢٧:٠٠ م
إرسال تعليق
<< Home