للحقيقة دروبٌ أخرى
كانت تتكلّم والقلم في يدها يخربش بلا هوادة على الصّفحة البيضاء. قالت له أوّلاً إنّها أفاقت للتوّ من النّوم. ثمّ قالت إنّها مريضة، وتصنّعت سعالاً متواصلاً. ثمّ تلعثمت وادّعت أنّها أمضت اللّيلة المنصرمة في حفلة صاخبة. لا تذكر بالضّبط كمَّ الحجج التي لفّقتها كي لا يسمع صوت دمعاتها على الهاتف. لكنّها تذكر ضحكاتها المتكلّفة، ودفء صوته الذي تعلم علم اليقين أنّها تسمعه للمرّة الأخيرة. تذكر الكلمات التي تناهت إليها في صمته الطّويل، ونفحات الشّوق التي كبحها في تأفّفه. كانت غايةً في اللامبالاة لحظة الوداع. كانت غايةً في البرودة والقساوة والتّحجّر. لم تنتبه، إلا حين أعادت سمّاعة الهاتف إلى مكانها بشرود، إلى الكلمة اليتيمة التي سوّدت كلّ جزءٍ من أجزاء الورقة أمامها: بحبّك.. بحبّك.. بحبّك.. بحبّك!
4 Comments:
يكفى أنها سمعت صوته للمرة الأخيره
هناك من لم يسمع
By وليد, at ١٠/٠٢/٢٠٠٥ ١٢:١٨:٠٠ ص
بجد بجد، حسه اني عايزة أعيط....
أثرت فيا أوي حتة الافتعال دي يا ايف.... بحس انها من أغبى وأبشع الجرايم اللي بنرتكبها ف حق نفسنا، واللي أنا تبت عنها توبة بعتقد انها نصوح
لأني بحس ان لو فيه إحساس أو كلمة حلوة لحد، مبخلش بيها وأقولها أحسن ف ساعتها. وهي/هو لسه عايش/ه. ممكن بكره أي حد فينا يختفي. أو حتى نفترق. جايز الكلمة دي تفرق مع الحد ده بأي شكل
المهم، انها حلوة أوي يا ايف، وصادقة
By Ghada, at ١٠/٠٧/٢٠٠٥ ٠١:٠٧:٠٠ ص
فعلاً من أبشع الجرائم، وإلا بقينا طيلة حياتنا نعيش في هاجس الكلمة الأخيرة التي لم نقلها قط.
By Eve, at ١٠/١١/٢٠٠٥ ١١:٤٩:٠٠ ص
ana 3omry ma eshtarakt fe ay montada abl keda w3omry ma ehtamet eny aktb comment for any budy bs bgd elkalemat de 7lwa gedan whazetny ldargt eny 3ayat fe3lan lama 2aretha ana 3arfa en eltopic dah adeem bs ana signed up ma7'sos 3ashan a2olek bgd elkalemat de akter mn ra2e3a
By غير معرف, at ٦/١٩/٢٠٠٦ ٠٩:٤٢:٠٠ ص
إرسال تعليق
<< Home